الچلبي: نقلت تحذير الكرد حول سقوط الموصل قبل تسعة اشهر
أربيل 11 تموز/ يوليو (PNA)- حذر رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الچلبي، من اتجاه العراق نحو “التمزق” ما لم تجر اصلاحات سياسية “خارج السياقات التقليدية” في توزيع المناصب، وفيما بيّن أن تنظيم (داعش) يسيطر على اكثر من 30% من الاراضي العراقية، أكد انه حذر من سقوط الموصل قبل نحو تسعة اشهر بحسب معلومات وردته من اقليم كردستان.
وقال الچلبي، في مقابلة بثتها قناة الحرة، إن “الازمة الحالية تهدد بقاء العراق وكيانه، والعراق سائر نحو التمزيق اذا لم يحصل شيء حقيقي خارج هذه السياقات في توزيع المناصب والمكاسب في الحكومة الجديدة”، مشيرا الى ان ” الوضع لا يشبه اي وضع اخر منذ قيام الدولة العراقية لان هناك مساحات شاسعة من ارض العراق خارج سلطة الدولة”، معتبرا ان “حركة السياسيين العراقيين لا تتناسب ابدا مع سرعة الاحداث”.
وأضاف الچلبي “هناك عمليات عسكرية من المنصورية في ديالى الى الوليد بمسافة 600كم، وهناك عمليات جوية من جرف الصخر الى شمال الموصل ايضا بسعة 600كم الامر الذي يجعل السياسيين يسرعون الى حل الازمة”، مشيرا الى ان “الازمة السياسية ليست عملية بنت ساعتها بل كان هناك تحشد وتمهيد له، وقد استغلت هذه المجموعة الضغط والنفور الذي حصل لسكان هذه المناطق من الحكومة الاتحادية في بغداد والتعبئة جرت على اساس اننا سننقذكم من الظلم والاضطهاد فتعاطف الكثير من هذه المناطق مع اي شخص او منظمة يستطيع بنظرهم ان يحررهم من هذا الامر الذي يعتبرونه جائرا وظالما”.
ورأى رئيس المؤتمر الوطني العراقي انه “اذا كان هناك امل في استعادة تلك المناطق على الحكومة العراقية ان تكسب تأييد هؤلاء الناس من ابناء الشعب العراقي في تلك المحافظات، ويجب ان تكون هناك مبادرات سياسية خارج السياق الطبيعي الذي كان سائدا منذ عام 2003 في التعامل مع تلك المناطق لان وحدة العراق اهم من اي شيء في الوقت الحاضر”، مطالبا “جميع النواب المنتخبين من المحافظات التي خرجت عن سلطة الدولة العراقية ان يساهموا بشكل جدي ولهم دور في مساعدة الدولة العراقية وهم جزء منها لاستعادة لحمة الشعب العراقي ووحدة الشعب العراقي”.
وبشأن الاحداث التي شهدتها مدينة الموصل، قال الچلبي “سمعت تحذيرات من قادة في الجيش العراقي ومن الرئيس مسعود بارزاني الذي حذرني قبل تسعة اشهر من سوء الحالة في الموصل وقال انه عرض على الحكومة العراقية التعاون بهدف القضاء على هذه البؤر، ولم يكن هناك رد ايجابي ولا عمليات حقيقية ضد هؤلاء الذين يريدون السيطرة على الموصل”، مبينا أنه “حصلت غزوة من داعش قبل هذه الاحداث على تلعفر ولم تحظ باهتمام اعلامي وكانت تحضيرية لما جرى في الموصل”.
ولفت الچلبي الى ان “هناك دلائل كثيرة ان القيادة العراقية انسحبت من الجانب الايمن في المدينة الى الجانب الايسر في الساعة التاسعة مساء فوجدت امامها ان الفرقة الثانية التي كانت تريد ان تعتمد عليها في استعادة الجانب الايمن، قد انسحبت وهربت، هذا الامر لا يمكن تفسيره مؤامرة او باي مسائل اخرى لاننا نعلم ان هنالك عملية معدة للسيطرة على الموصل، وكانت مؤسسات الموصل تعمل، المؤسسات كانت عاملة، البنك المركزي يعم وهناك 427 مليون دولار وقعت بيد داعش و80 الف جواز عراقي فارغ جديد والدوائر العقارية كانت تعمل”.
وفيما اكد الچلبي ان “داعش اسقط الموصل وصلاح الدين ومناطق واسعة من الانبار وديالى، وبعض مناطق محيط بغداد”، اعتبر ان ذلك “بحد ذاته يعتبر فوزا لهذه المنظمة الارهابية على الدولة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء”.
وبيّن الچلبي ان “الدولة الاسلامية داعش تسيطر عن ما لا يقل عن 30 % من اراضي العراق وحصلت على 1500 عجلة منها همرات مدرعة وحصلت على 4000 رشاش متوسط بي كي سي وحصلت على 52 مدفع 155 مليم امريكي حديث، وحصلت على ذخائر كثيرة للجيش العراقي من جملتها مستودعات الصينية قرب بيجي، وقبل ايام قامت ببيع نفط من ابار عراقية عن طريق الصهاريج”.
وفي الجانب السياسي أكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي ان “الولاية الثلاثة اصبحت مرفوضة من قبل الاطراف السياسية الكردية والسنية ونصف الاطراف السياسية الشيعية الموجودة في التحالف الوطني وهذا الموضوع عقبة مهمة”.
وعما توصلت اليه مفاوضات التحالف الوطني يقول عضو ائتلاف المواطن “سمعنا تسريبات خلال اليومين الماضيين، من بعض اعضاء دولة القانون انهم توجهوا برسالة الى المحكمة الاتحادية، مفادها انه بما ان مجلس النواب لم يستلم رسالة الكتلة النيابية الاكبر (التحالف الوطني) فبالتالي تكون دولة القانون هي التي ترشح رئيس الوزراء، وهذا اذا صح ستترتب عليه اثار كبيرة”، مبينا “لا استطيع ان اؤكد ترشيح الاسماء المرشحة لرئاسة الوزراء في هذه المرحلة ولست معنياً بهذا الموضوع، انا معني بوحدة العراق واعادة اللحمة للشعب العراقي واستعادة المناطق ووحدة الاراضي هذا اهم بكثير من اي منصب ومعني بالدفاع عن الدستور وتعزيز الديمقراطية في العراق”.
ورأى الچلبي ان “اي رئيس وزراء يأتي للعراق الان عليه ان يدخل مفاوضات وحوارا مضنيا مع اقليم كردستان ومع ممثلي المحافظات الغربية والشمالية، وهذا التفاوض يجب ان لا يكون على شاكلة التفاوض السابق وهو موضوع توزيع الحصص، بل يتعلق بقضايا حقيقية تتعلق بمستقبل البلاد”، مؤكدا ان “موقف الائتلاف الوطني هو ان التحالف هو الذي يسمي رئيس مجلس الوزراء ويجب ان يكون الكتلة النيابية الاكبر عددا، ولم يطرح اسم رئيس الوزراء لأنه يريد ان يبقي على وجود التحالف الوطني، وهذا الامر لم يحسم لحد الان لان هناك خلافا قويا بين مكونات التحالف الوطني حول الولاية الثالثة”.
واشار الچلبي الى “وجود ارادة شعبية كبيرة في العراق للحفاظ على التحالف الوطني، لكن اذا قامت دولة القانون بالاتجاه الى المحكمة الاتحادية والى مجلس النواب بالقول نحن الكتلة النيابية الاكبر عددا فهذا يعني انهم تخلوا عن التحالف الوطني، والائتلاف الوطني سيكون له موقف اخر في الفضاء الوطني وقد ذكرت المرجعية ان اي مرشح لرئيس الوزراء يجب ان يحظى بقبول واسع في الفضاء الوطني”.
وعن طبيعة علاقته بإيران اكد الچلبي انها “طبيعية”، مضيفا “انا على حوار مع ايران وقد ثبت ان لايران دور مهم في العراق، وايضا الولايات المتحدة تغض الطرف عن المساعدة الايرانية الضرورية للقوات المسلحة العراقية في الوقت الحاضر، وهناك قبول امريكي بالدور الايراني وانا شخصيا اتصل بالطرفين للمساعدة في الوصول حل لهذه الازمة”.
وحول التسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حظوظه في خلافة المالكي، اجاب الچلبي “انا لا اسعى لحصول القبول من اي طرف خارجي لهذا الترشيح وليس لي اي اتصال مع اي طرف حكومي، امريكي سياسي، في واشنطن ولا اسعى لهذا الموضوع لاني اعتقد انه يجب التعامل الان مع الواقع ومع الادارة الامريكية التي تتمثل في السفارة الامريكية في بغداد”.
وشدد رئيس المؤتمر الوطني العراقي على ان “طبول الحرب تقرع الان في انحاء العراق وعلى القادة السياسيين ان يبتعدوا عن التصعيد الكلامي، وتبادل الاتهامات بين الاقليم وحكومة المركز لا يساعد على حل الازمة، السيد بارزاني وجه رسالة مفتوحة فيها الكثير من الايجابية وفيها الكثير من التعاون الماضي وافاق المستقبل ويجب ان يكون رد الحكومة العراقية ايجابيا”.
ولفت الچلبي الى وجود “توجه الى اخلاء شمال العراق من الشيعة وهو امر خطير وان الاقليم مستعد للقيام بمهمة ايواء اللاجئين، وللاسف هنالك اطراف حكومية تشجع اللاجئين على ايوائهم في كربلاء والنجف بحجة ان مناطقهم باتت خطرة”، وتحدث عن “وجود اهمال للاجئين العراقيين من قبل الحكومة بعد ان قام العاهل السعودي بتقديم 500 مليون دولار للمفوضية السامية”، متسائلا “ماذا فعلت الحكومة العراقية مقابل الازمة الهائلة بوجود مليون و500 الف شخص خارج منازلهم”؟.
وحول سؤال عن مدى احتمال قيام حرب اهلية في العرق رأى الچلبي ان “الحرب الاهلية قائمة الان في العراق ويجب ان لا نجانب هذه الحقيقة”، معتبرا ان “خطة الحكومة العراقية فعليا هي فتح المناطق السنية بمليشيات شيعية، وهذا الامر لا يجوز ان يتحقق”، مضيفا “علينا اعادة الجيش العراقي كله لاستعادة هذه المناطق ان نتعاون كعراقيين جميعا سنة وشيعة واكراد وسنة لاعادة لحمة العراق ومواجهة الخطر الارهابي الذي يحيط بنا”.
وبشأن دور البيشمركة في المناطق الكردستانية خارج ادارة الاقليم، يقول الچلبي ان “البيشمركة تتحرك الان على حدود مع داعش تبلغ مئات الكيلومترات وليس هناك امان لكردستان بوجود داعش ومن مصلحة كردستان ان تتعاون مع الحكومة المركزية لدرء خطر داعش”، عادا ان “المادة 140 قائمة، ويجب ان تنتهي بشكل دستوري، والحكومة الحالية سلمت كركوك، وكان الخيار بين تسليمها لداعش او البشمركة”.
وبشأن المخاوف من عودة حزب البعث، يقول الچلبي ان “الحوار مع البعثيين حاصل الان من الاطراف السياسية ومن الحكومة الحالية، ومرت اكثر من 10 سنوات على المساءلة والعدالة وهذا يكفي لتفكيك منظومة البعث التي كانت تسيطر على الدولة العراقية”.
– See more at: http://www.peyamner.com/Arabic/PNAnews.aspx?ID=342192#sthash.xDJ6NI0a.dpuf
You must be logged in to post a comment Login