دراسة دولية: العراق أخطر مكان بالعالم متقدماً على 144 دولة بينها إسرائيل والصومال وأفغانستان
كشفت موقع (هاوستاف وورك)، المتخصص بتقديم الاستشارات العالمية، عن تحول العراق لأخطر مكان في العالم في عام 2014، حسب معايير (دليل السلام العالمي) الذي يضم 144 بلدا في العالم.
وأشار الموقع إلى ان العراق تقدم على دول مثل السودان وإسرائيل والصومال وأفغانستان التي كانت في السنوات الماضية في صدارة الدول الفاقدة للسلام والاستقرار.
وقالت (هاو ستاف وورك) في تقرير حمل عنوان (أخطر مكان في العالم) جاء فيه ما نصه:
يبدو العنوان وكأنه لفيلم مغامرات يحمل للذاكرة صور الحروب والزلازل والغابات الخطرة والحيوانات المفترسة والأمراض و أعنف المجرمين والإرهابيين.
بالطبع فان الخطر يكمن في كل شيء، لكن بعض الأماكن تعتبر أخطر من غيرها. كيف لنا ان نعرف أي الأماكن هي الأكثر خطورة؟
الإحصائيون والمفكرون يدرسون العديد من العوامل عند تسمية المكان الأخطر في العالم. هذه العوامل تشمل الوضع الأمني الداخلي، الحرب، الإرهاب، الجرائم العنيفة، النشاط المسلح، الأمراض، القضايا الإنسانية والاضطرابات المدنية.
وكما يتضح فان الأماكن الأكثر خطورة عادةً ما تكون خطرة بسبب النشاط البشري. ورغم ان عوامل مثل الحيوانات الخطرة والمناخ القاسي وأمثالها تعتبر مهمة إلا أنها لا تؤخذ بالحسبان عندما يجمع الباحثون البيانات عن هذا الموضوع. فالقارة القطبية مثلا تعتبر خطرة جدا بسبب الطقس المتجمد والبيئة الباردة جدا التي لا يمكن العيش فيها، إلا ان الباحثين يستطيعون العيش بصورة وقتية في بعض مناطقها بعد ان بنيت محطات للبحوث لحمايتهم وتوفير الطعام لهم، كما ان القارة خالية من الحروب، لذا فليس هناك قلق من الاضطرابات المدنية أو العنف.
آخر الإحصاءات المؤكدة عن أخطر البلدان في العالم جاءت من تقرير (دليل السلام العالمي) السنوي الذي يصنف البلدان بترتيب تصاعدي من الأكثر إلى الأقل أمناً (أي الأكثر خطورةً ). استناداً إلى التقرير، هناك 23 مؤشرا لتحديد السلام من عدمه في بلد ما، هي :
1- عدد الصراعات الخارجية و الداخلية
2- عدد قتلى الصراعات المنظمة
3- العلاقات مع دول الجوار
4- النسبة المئوية للمهجرين من مجمل عدد السكان
5- عدم الاستقرار السياسي
6- مستوى امتهان حقوق الإنسان
7- الاستعداد للأعمال الإرهابية
8- مستوى الجرائم العنيفة
9- قدرة وحنكة الجيش
وتقوم مجموعة من الخبراء بمراجعة ومناقشة هذه العوامل وغيرها لغرض التوصل إلى القائمة النهائية، آخذين بالحسبان التركيبة السكانية ،كالتعليم والثقافة و الرفاهية المادية .
* أخطر الأماكن في العالم
البلدان التي كان ترتيبها في أسفل دليل السلام العالمي – أي الأقل سلماً – تشمل السودان، إسرائيل، الصومال، أفغانستان. ما الذي جعل هذه البلدان بهذه الخطورة ؟
يقبع السودان وسط أزمة إنسانية واقتتال داخلي، معظم القتال يدور في دارفور حيث يغيب الأمان. وبسبب أعمال العنف فإن الماء والكهرباء منقطعان على الدوام، كما ان القتال تسبّب في تهجير 2.7 مليون من السكان وساهم في مقتل أكثر من 30 ألفا – السبب في أعمال القتل هو الإبادة الجماعية. وتحذر وزارة الخارجية الأميركية رعاياها من السفر إلى السودان بسبب الوضع الأمني غير المستقر و احتمال استهداف الغربيين.
وفي إسرائيل، يعتبر العنف وجرائم القتل أقل نسبيا ضمن عموم السكان إلا ان مخاطر الأعمال الإرهابية كبيرة، وتحث وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها على اجتناب قطاع غزة و اتباع الإجراءات الأمنية عند السفر إلى مناطق أخرى في إسرائيل .
كما شهدت الصومال – الواقعة على الساحل الشرقي لأفريقيا – انهيار حكومتها في 1991، ومنذ ذلك الحين ابتليت البلاد بالعنف وعدم الاستقرار، حيث تسببت الصراعات الداخلية بتهجير 8.5 مليون شخص، ووقع أكثر من مئة هجوم للقراصنة قرب الساحل في 2008 و2009. الهجمات الإرهابية وأعمال الخطف شائعة. أوصت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها اجتناب السفر إلى الصومال .
ويستمر الصراع في أفغانستان على مدى السنوات العشرين الماضية. مؤخرا ساهم تمرد طالبان بالمزيد من العنف والهجمات الإرهابية في البلاد. مستويات الجرائم والتظاهرات العنيفة في تصاعد والعلاقات مع دول الجوار لاتزال متوترة. إن امتهان حقوق الإنسان في أسوأ مستوياته. وتحذر وزارة الخارجية الأميركية من السفر إلى أفغانستان بأي حال من الأحوال بسبب مخاطر الخطف و الاغتيال و الهجمات الإرهابية . هذه البلدان كلها خطرة ، و لكن أيها هو الأكثر خطورة ؟
العراق هو أخطر مكان في العالم
بسبب أسوأ معدلات الأمان والوضع الأمني في المجتمع، و بسبب مستوى الثقة المتردي بين المواطنين، ومعدلات القتل، وجرائم العنف والأعمال الإرهابية، فان العراق وحسب معايير (دليل السلام العالمي) هو أكثر الأماكن خطورة في العالم.
ويستخدم الدليل ميزان ترجيح من 1 – 5 لقياس مستوى السلام في البلاد. وجاء العراق في قمة البلدان التي شملها المسح والبالغ عددها 144 بلدا. فهل كان العراق دائما بهذه الدرجة من الخطورة؟ لنلقي نظرة عاجلة على تاريخه.
يشغل العراق – الذي غالبا ما يشار إليه بـ”مهد الحضارة ” الأرض التي كانت تسمى “بلاد ما بين النهرين”، ويقع في الشرق الأوسط بين إيران و المملكة العربية السعودية. وفي العصور الوسطى كان العراق مركزا للإمبراطورية الإسلامية وكانت بغداد عاصمة ثقافية وسياسية للمنطقة المحيطة به بأكملها.
بدأ نفوذه يتضاءل في القرن الثالث عشر مع الغزو المغولي، لكنه بدأ يظهر ببطء مرة أخرى في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي بعد استقلاله عن السيطرة البريطانية . وفي أواخر الخمسينات، جعله إنتاج النفط واحدا من أغنى البلدان في العالم. تولى صدام حسين رئاسة البلد في 1979، وانخرط في حرب مع إيران استمرت من 1980 حتى 1988. وبعد ذلك بفترة قصيرة بدأت حرب الخليج الأولى في 1991 بعد ان غزا العراق الكويت. تسببت العقوبات الدولية والحرب وحكم صدام في تدمير اقتصاد العراق وأسلوب حياته. في 2003 اجتاحت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة العراق بدعم عسكري من بلدان أخرى، واستمرت الحرب حتى اليوم.
انتخابات عام 2006 نصّبت حكومة جديدة إلا ان البلد ظل يواجه العديد من التحديات و الصراعات. أصبح اقتصاد البلد مشلولا و تصاعدت التوترات الداخلية، حيث تسببت الأعمال المسلحة بتهجير مجتمعات بأكملها من مناطقها ما نتج عنه تهجير أربعة ملايين شخص – حسب منظمة العفو الدولية.
كما يعاني معظم العراقيين من قلة الماء الصالح للشرب، ويعيشون على دخل لا يتجاوز دولارا واحدا في اليوم. ويفتقر اغلب العراقيين إلى الخدمات الأساسية ويعيشون تحت تهديد الأمراض وسوء التغذية.
بفضل سلسلة التفجيرات والهجمات الإرهابية الأخيرة، فان تنظيم القاعدة يلعب دورا رئيسيا في الأعمال المسلحة في البلاد. علاوة على ذلك فان انتهاكات حقوق الإنسان مازالت مستشرية خاصة ضد النساء، حيث ذكرت التقارير في 2006 و 2007 أن أكثر من 20% من النساء العراقيات يعانين من العنف الجسدي – حسب منظمة الصحة العالمية.
وتحذر وزارة الخارجية الأميركية من السفر إلى العراق إلا للضرورة، بسبب ضبابية الوضع الأمني و انتشار الهجمات ضد الأهداف العسكرية و المدنية على حد سواء. وتشمل المخاطر أعمال القتل على يد المجاميع المسلحة والقوى متعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية والقوات الأهلية إضافة إلى الاعتقالات والمحاكمات بدون تهم وأعمال الخطف، هذا عدا ممارسة الأعمال في العراق التي تتسم بعدم الأمان.
ومنذ عام 2003 قتل ما يقرب من 190 صحفياً وإعلامياً بسبب الأعمال العدائية، كما يجد المتعاقدون المدنيون العاملون في إعادة الإعمار أنفسهم في خطر محدق.
You must be logged in to post a comment Login