مع ذكرى سقوط الصنم :الفرات تدخل عامها الحادي عشر
حسين خوشناو
هاهي صحيفتكم الفرات تدخل عامها الحادي عشر مرفوعة الرأس مزهوة بالكلمة ومفتخرة بالدفاع عن حقوق العراقيين من كل مكوناتهم ومشاربهم ، فيوم التاسع من نيسان عام 2003 كان السقوط المدوي للصنم الديكتاتوري ونظامه البغيض ،وهو نفس اليوم التي ظهرت فيه صحيفتكم الفرات تحت ضوء الشمس كأول صحيفة عراقية تصدر بدون دعم حزبي او حكومي أو تجاري ، بل كان الهدف الأساسي هو خدمة الجالية العراقية ومصالحها في هذا البلد الذي احتوانا ومنحنا جنسيته ومواطنته وأمنه وخيره ولأول مرة عرفنا أن لنا حقوق وعلينا واجبات ، لأول مرة لمسنا الحرية في كل شيء ، حرية التعبير والعبادة والملبس والمأكل حيث لافرق بين جنس وقومية او لون أو دين .
ومن كل هذه المنطلقات الإنسانية والحريات الرصينة استمدت الفرات ديمومتها وحيويتها وريادتها الأصيلة وخطها الواضح القوي الشديد ضد المفسدين والفاسدين والمطبلين والراقصين بأردافهم ومتسلقي الأكتاف ولاعقي أحذية السياسيين والنواب والوزراء والسفراء والقناصل وممثلي الأحزاب ممن ابتلى بهم العراق والإعلام العراقي في الداخل والخارج ، ففي العراق الأن نقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين والنقابة الوطنية للصحفيين ، وهذه التفرعات تؤيد كلامنا حول المستويات الهزيلة التي وصل اليها الإعلام العراقي على يد أشباه الصحفيين الذين يفتحون الصدور ويتغاضون عن الفساد الحكومي من أجل اعلان مدفوع الثمن بقيمة ( 20 دولار ) ، وهؤلاء طبعا لا يتصرفون بهذا الشكل دون طواغيت صغار يتصورون أن المنصب الحكومي هو كرسي مقدس يجب على كل اعلامي أن يخضع له ، ومثالنا على ذلك السيد السفير العراقي الذي منذ أن تسلم منصب (أمير ) السفارة العراقية في كانبيرا ، وجه تعليماته (الديمقراطية الدبلوماسية ) بحرمان صحيفة الفرات من اعلانات الحكومة العراقية ووزارة الخارجية العراقية ووزارة التعليم العالي ووزارة المهجرين ..الخ من المؤسسات العراقية الأخرى ، وذلك لأن صحيفة الفرات تعارض سياسات الحكومة العراقية ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي ، لا والأنكى من كل ذلك فأن السفير يترك السفارة والأمارة ويكلف نفسه ليزور سيدني من أجل توزيع دروعا نحاسية على بعض من أصدقاء السفارة ،لكننا في الفرات نسخر من كل ذلك ، فالسفير العراقي يجب أن يكون ديمقراطيا ومنفتح على المعارضين مثل محبته للمصفقين والمؤيدين و(اللحّاسة)، فحكومته بالأمس أعادت حقوق البعثيين وفدائيي صدام ، ونحن والحمدلله لسنا من البعثيين ولا من الحرس الجمهوري ولا من الطائفيين ولا من الفدائيين ولا من الزرقاويين ، لكننا والحقيقة واجب ان تقال ليس من ضاربي الدفوف وحاملي المباخر والمبوّقين لحكومة الفساد والمحاصصة العراقية .
أعزائي القراء ، الأخوات والأخوة الكرام ، الفرات سوف تعاهدكم على المضي قدما والسعي الدائم والنشاط والحيوية المعتادة في نشر كل فضائح الفساد الحكومي العراقي في كل مكان أن كان في اربيل أو بغداد أو البصرة أو السليمانية أو الأنبار ، وسوف نستمر بنشر مقالات الكتاب الوطنيين العراقيين المخلصين الذين لايهابون أحد ولايمكن أن يشتريهم أحد لاوزير ولا سفير ولاقنصل ولا رجل اعمال ، ولن تنشر الفرات مقالات الفلاسفة والديناصورات الذين ( يخوطون بصف الإستكان ) في زمن التكنلوجيا والمعلومة التي تصل فورا والخبر الطازج من أجل أن يكون العراقي على صلة دائمة بوطنه الأم ،وعلى معرفة تامة بمن هو الحرامي والقاتل ومن الذي يتعاون معهم هنا في استراليا أو هناك في العراق المنهوب .
وكل عام وانتم ونحن بخير .
You must be logged in to post a comment Login