العبرةُ..لمنْ َيعتبر !!
حسين خوشناو
ودع العقيد معمر القذافي الحياة وهو ُمهان ومنتهك ومسلوب الإرادة وحائروهو يتعرض للصفعات والبصاق والركلات قبل أن ترحمه رصاصة وحيدة في الرأس أنقذته من تحمل المصير المخزي لمن يعتدي على شعبه ويصفهم – بالجرذان – بعد أن حكمهم مدة 42 عاما ، اي أن اغلب الثوار الليبيين هم من ابناء الأجيال التي ترعرت تحت حكمه .
إننا في الفرات نشعر بالإشمئزار من مشاهد القتل والدماء التي تبارت في بثها ونشرها القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية ، كون فعل قتل انسان ، اي انسان بلا محاكمة ، هو غير مبرر حسب قوانين العرف الإنساني وحقوق الإنسان ، وأن مقاتل القذافي وابنه المعتصم ووزير دفاعه وذبح العشرات من مؤيديه بعد أن تم اسرهم يعكس تصاعد وحب العنف حتى لدى الثائرين ضد العنف ومناصري الديمقراطية في الشرق الأوسط والوطن العربي ،ولايمكن تصديق ان الناتو وقيادته لم يعرفوا أن الطريدة في القفص ، لكن العبرة هي في حالة الإبقاء على القذافي حيا ً سوف يجعل منه خطيبا عالميا جديدا ويشغل وسائل الإعلام العربية والدولية والأفضل هو الخلاص منه نهائيا والى الأبد ،خاصة وأنه قد تم الكشف مؤخرا عن أن ثروة العقيد القذافي وابناءه هي مئات المليارات..بينما ليس هناك بناية واحدة في طرابلس او بنغازي من ثلاث طوابق عدا فندقين وحيدين ومشروع النهر الأخضر الذي اكتمل لكنه بسبب عدم الصيانة تراجع وتخلف واصبح بلا فائدة، في حين كان العقيد القذافي يشعر بانه ملك ملوك افريقيا وقائد الثورة العالمية لأنه يصرف مليارات دولارات النفط الليبي على الإعلاميين والسياسيين والبرلمانيين العرب لأنهم يمدحونه ويغذون حب العظمة في نفسه المريضة !!.
أما العبرة الثانية فهي تتعلق بمن تبقى من القادّة العرب في سوريا واليمن الديكتاتوريين ،ثم قادة العراق الجديد "الديمقراطيين"كما هو معلن ، ففي اليمن ثورة قائمة وقد احترق نصف وجه الرئيس علي عبدالله صالح ومازال يقول أنا الرئيس الشرعي منذ 1978، وفي سوريا تحولت المستشفيات الى اماكن لقمع الجرحى من المنتفضين السوريين ،بينما الرئيس بشار الأسد ما يزال يقول أنا الرئيس الشرعي لأنه ورث الحكم عن أبيه الذي حكم سوريا عام 1970 وورثها هو بعده قبل عشرة اعوام ،وهو يعد باصلاحات لم تنفذ فقط اعادة النساء المنقبات الى جهاز التعليم بعد أن تم منعهن لسبب ما ، بينما جمدت تركيا بالأمس 450 مليون دولار تعود لعائلة الأسد كمصالح تجارية .
وحين قادة الحكومة العراقية الحالية والسياسيين العراقيين بما جرى للعقيد القذافي فعليهم فقط الإمتناع عن سرقة المليارات من الدولارات ودعم نظام بشار الأسد بأوامر ايرانية ، فالسرقة والهوس وحب المديح والتزلف هي من أودت بالقذافي وأبنائه وصدام وابنائه ومبارك وأبنائه الى مصيرهم غير المحبوب .
واحد راح شنق- صدام ،واحد راح تهريب- بن علي ، واحد راح سجن- مبارك ،واحد راح حرق وعلى النص – علي ،واحد راح بالرجلين القذافي بطلقة واحدة في الرأس ..العبرة ..هنا لمن يعتبر ..خاصة السيد المالكي ابو الفساد!!
You must be logged in to post a comment Login