سفراءٌ … لحزب الدعوّة أم العراق؟
حسين خوشناو
من المعلوم للقاصي والداني أن العراق ورغم التغيير الهائل في إزالة الديكتاتورية الصدامية عام 2003 ،فأنه ما زال يعاني من التسلّط الفردي والتصّرفات غير الوطنية والسياسات الضيقة التي خرجتْ علينا بالطائفية والحزبية والقومية والعرقية والدينية والعشائرية …إلخ من الويلاّت و(الطراكيع ) اليومية التي يعاني منها المواطن العراقي ، وبدلاً من التخلص وردمْ الديكتاتورية أصبح لدينا أكثر من خمسين ديكتاتوراً صغيراً َيحكم بأمره حسب قول أحد رجال الدين، أي بما معناه أن نظام الحكم في العراق الجديد قد ورث سياسات وتصرفات وخطط وبرامج ديكتاتورية صدّامية ،فمثلاً ما زال العمل مستمراً بقانون المطبوعات والصحافة ولم يسن قانون للأحزاب ومصادرها حتى الأن وكذلك قوانين أمانة عاصمة بغداد والسفارات والقنصليات العراقية في الخارج .
فبسبب الخبرّة الدبلوماسية إحتفظ العديد من البعثيين (المساكين )ورجال المخابرات والإنتهازيين والوصوليين من الدبلوماسيين بمناصبهم حتى الساعة ، فنجد الكثير منهم قد تحوّل مباشرة الى أحزاب المعارضة او قوائم مثل دولة القانون والعراقية والتحالف الكوردستاني ، وهذا رزقٌ من الله والعراق المنكوب، ولايمكننا محاربتهم من قبلنا أو قبل أي مواطن عراقي ، فهم مواطنون مثلنا وعراقيون مثلنا ،لكن ما يؤسف له أن بعضهم لايفهم ماهو معنى مفردات حسّاسّة في عملهم مثل : دولة ، حكومة ، حزب ، طائفة ، معارضة ، موالاة ..الخ من مفردات ومصطلحات السياسة والقانون والدبلوماسية ،ودليلنا على ذلك أن أحد السفرّاء العراقيين الأفاضل َيتصرف ليس كأنه ممثل للدولة العراقية بل للحكومة العراقية بل أكثر لحزبه حزب الدعوّة الإسلامية على الخصوص ،والذي لولاه أي حزبه والمحاصصات والعشائرية داخل الحزب وخارجه أي في الحكومة العراقية المُعاقّة لما أصبح سفيراً ،فهو يتفطر كباباً ويتغدى كبابا ً ويتعشى كباباً وحين ينام لايحلم سوى بالكبابّ العراقي مصحوباً بأية الكرسي وبالنكهةالإيرانية وليست العراقية ، فأي وطني أكثر من ذلك !!؟كما أنه لايفرق ما بين التحزب والمواطنة والدولة والحكومة ، بل َيعلن وصدرّه مفتوحا ً وابتسامة عريضة أنه من ( ربع المالكي ) ومن ُيعارض المالكي هو عدوّ لدودٌ ويستحق العقوبة والتوبيخ .
أبسط عقوبة، مثلاً محاربة المُعارضّ إعلامياً وعدم الإستماع له وعدم مشاركته في أي نشاط أو فعالية ، لكنه( السفير ) مستعد ٌ لضرب الزنجيل ولطم الخدوّد من أجل حزب الدعوّة الفاشل في الإدارة الحكومية والأحزاب المتحالفة معه والمواليين لهم بغض النظر إن كانوا صادقين أو منافقين ،المهم أن هناك من ُيصفق للفساد العراقي المشين بقيادة سيده أبو إسراء .
ولأنه بعيدٌ عن العملية السياسية العراقية فهو لايعرف أن الصحف العراقية َتشنُّ ومنذ أشهر حملة عنيفة ضد حكومة السيد المالكي وأن المعارضين يتظاهرون منذ شهرين تحت نصب الحرية الواقع في الباب الشرقي !! ، وأن عدم الإستماع للمعارضين في الخارج هو دليل ضعف وعدم فهم وسوء إدارة دبلوماسية والنفاق أصل الخراب !!
ولنا في الاعداد القادمة دروس مجانية لسفراء حزب الدعوة من اجل تعليمهم القراءة والكتابة والدبلوماسية والديمقراطية والمواطنة والنزاهة ..الخ.
وعمي يبواك النفط وين النفط وين!!؟
You must be logged in to post a comment Login