عيد سعيد مع ضحية عراقية !!
حسين خوشناو
اعتاد العراقيون المسلمون جميعا ًعلى ذبح الخراف والشياه في صبيحة عيد الأضحى لتذكر أهليهم وأعزائهم الذين توفاهم الأجل أو الذين ماتوا شبابا ً خاصة، مثل قتلى الحروب او الإعدامات والخطف والفقدان ، فطالما تم اعدام – المواطن العراقي – في صبيحة يوم الأض
حى تشفيا ً منه ومن عائلته ومن افكاره ومواقفه ،بدلا ً عن تهنئته وتحسين ظروفه ومناقشته وإجابة مطاليبه ، ولأن تيار العنف الجاري مستشريا ً في النفوس كثقافة راسخة لا فكاك منها ، فقد ُأختير صدّام – قاتل العراقيين وُمذلهم جميعا ً – ليكون ضحية صبيحة يوم عيد الأضحى عام 2006 حسب التقويم الميلادي !!.
وعلى الرغم من أن القاتل قد تم شنقه كما هو يستحق ليشعر ويتحسس ويلامس ماذ جرى لمئات الإلوف من ضحاياه ، فأن الضحايا لم يهدأوا في قبورهم أبدا ،فموجات الإرهاب الدينية الإسلامية السلفية الدموية المخلوطة مع التعصب القومي الطائفي قد عصفت بلا اي تأخير في بلدنا العراق وشعبنا المظلوم من العرب والكرد والأقليات العراقية الاخرى .
حتى اصبح الأخ الشقيق لايطمئن بنوايا الأخ الشقيق الأخر ،والجار يهدد الجار ويبتسم غير مكترث ٍ لمشاهد النهب والقتل والإذلال والتصفيات الجسدية ، وأصبح هناك – ترحيل وتفجير وطائفية وعنصرية دينية وقومية -، لاتليق بأبناء العراق صاحب الحضارات الأولى ،مكتشف حروف اللغة ،مهد الأنهار والسهل والأشعار ،العراق صاحب مجد الصداقة اثناء الوحشية ، العراق – جلجاميش الملك الذي بكى على منافسه انكيدو البطل حتى ضاع في البراري .
في صبيحة عيد الأضحى ،وفي الساعة السادسة صباحا من يوم العيد وفي يوم الثلاثاء الماضي ،اعلنت اجهزة الإعلام الإسترالية عن – انتحار رجل عراقي – في مركز فيلاوود الخاص باحتجاز المهاجرين غير الشرعيين .
هذه المرة انتحار وليس قتل او اعدام ، وبهذا سيكون الحق رائقا ً لكل عراقي ،بأن يقول نحن شعب شاهد كل شيء ،ولدينا أمثلة على القوة الجبارة في التحدي ، نحن ننتحر على أرض استراليا بدلا ً من الموت تفجيرا ً على أرض العراق .
” عيد سعيد ”
You must be logged in to post a comment Login