من يطفىء الحريق؟؟
حسين خوشناو
مع انسحاب القوات الأميركية رسميا من العراق نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي ،والعراق يشهد حرائقاً ومجازراً بشرية ،ابتداءً من الإتهامات التي وجهت الى السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والتي تضمنت عمليات اغتيال وتفجيرات قام بها افراد من حمايته ، الى تصريحات السيد نوري المالكي النارية ضد تركيا وهي لاعب اقليمي كبير مما ادى الى استدعاء سفراء البلدين ،كذلك تصريحات السيد بيان جبر الزبيدي وزير المالية السابق حول مشروع تقسيم العراق أو الحرب الأهلية ، ثم التصعيد الإعلامي المثير للسخرية الذي قام به انصار حزب السيد المالكي ضد القيادات الكردية ، منذ ان لجأ الى اربيل طارق الهاشمي و14 شخصا من حاشيته ،على الرغم من ان رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني حاول بكل قوة واصرار على عقد مؤتمر وطني شامل لكافة القوى السياسية العراقية المتواجدة تحت قبة البرلمان أو خارجه ، إلا ان حرائق التصريحات والتفجيرات التي شهدها العراق في كافة أرجائه من الموصل حتى قضاء الزبير ، مستمرة بشكل مؤلم ،فلم يمر يوما واحدا لم نرى أو نسمع باخبار القتل والعبوات الناسفة والأنتحاريين.
ان الحروب الدائرة بين السياسيين العراقيين اخذت تنعكس بشكل مباشر ومفضوح على الأرض ، وباتت ألاعيبهم واضحة ، فمنذ الإنسحاب الأميركي ،برزت ميليشيا ( عصائب الحق ) الشيعية المسلحة التابعة لأيران بشكل مباشر وعلني بالظهور على السطح بعد أن قام السيد نوري المالكي بالعفو عن قادتها وهم شلة من المجرمين وسفاكي الدماء وخاطفي الأجانب والمواطنين العراقيين كما وصفهم السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ،كل ذلك مع انتشار علني ايضا لسياسة التعذيب والفساد التي يتخذها المسؤولين العراقيين ، فقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في احد أعدادها وعلى لسان مراسلها في بغداد مايلي “ان الفساد المالي والرشى يتفشيان في العراق بشكل واسع وان صناعة العراق الجديدة هي التعذيب والفساد وان الفساد تحول الى تجارة مربحة حيث يتم شراء المناصب الامنية والعسكرية في العراق بالمال وان جميع المسؤولين يتقاسمون واردات الفساد والرشى.”
وعلى ما يبدو أن التوترات السياسية والحروب الإعلامية بين الفرقاء العراقيين هي الأرضية الخصبة لإنتعاش الإرهاب والفساد وهدر واردات العراق النفطية بل تفتيت الدولة العراقية وتمزيقها لكي تكون لقمة سائغة للدول المحيطة بالعراق حسب تبعية اولئك الفرقاء الذين تخلوا تماما عن شرف المواطنة والوطنية بل والإنسانية أيضا.
وما لم تتدخل القوى الكبرى لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، فأننا وبكل اسف سوف نظل نشاهد انهار الدم ودخان الحرائق في بلد الأنهار والجبال والنخيل والنفط والخيرات …
من يطفىء الحريق ؟؟
ومن يجفف دموع الأطفال والإمهات؟؟
You must be logged in to post a comment Login