وكر الذئاب
بقلم: حسين خوشناو
العنوان أعلاه ليس عنواناً لفيلم سينمائي يحكي قصة حرب عصابات وهمية غير واقعية يتقاتل فيه المجرمون فيما بينهم ثم تأتي الشرطة في النهاية ويعيش الجميع بسعادة وانتهى كل شيء، بل هوما يجري في العراق من أحداث متفاقمة وخطيرة لاأحد يعرف نتائجها ، فمع عبور اخر جندي وقافلة عسكرية اميركية الحدود العراقية الى الكويت بعد حرب دامت تسعة أعوام راح ضحيتها اكثر من 72 الف عراقي و4.500 الف اميركي اضافة الى تدمير الدولة العراقية برمتها وذلك يوم الأحد الماضي ، حتى جاء يوم الأثنين بأنباء اعترافات ضباط من حماية نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي ،حيث اعترفوا من شاشة قناة العراقية الحكومية بأنه شخصيا أمرهم بعمليات ارهابية من تفجيرات واغتيالات ،بينما هدد السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بالإستقالة خلال يومين اذا لم يتم سحب الثقة من نائبه السيد صالح المطلك ، وطارق الهاشمي و هما من قادة القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي ولها 82 عضوا في البرلمان من مجموع 325 مقعدا وثمانية وزراء في الحكومة العراقية من مجموع 31 وزيرا ، فقامت القائمة العراقية بتعليق اعمالها في البرلمان ومجلس الوزراء احتجاجاً، بينما توجه كل من السيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك الى اربيل يستنجدون برئيس اقليم كوردستان السيد مسعود برزاني الذي يحظى باحترام الجميع ، خاصة وان حكومة بغداد قد استصدرت مذكرة توقيف من رئيس القضاء العراقي القاضي مدحت المحمود وهو اعلى هيئة قضائية في العراق ،واستصدار مذكرة بهذه السرعة يدل على ان الأدلة وافية ودامغة ضد طارق الهاشمي الذي يعد ابرز شخصية ( سنية ) في العراق ويرأس الحزب الإسلامي العراقي فرع الأخوان المسلمين في العراق،ومن اربيل نفى الهاشمي الإتهامات الموجهة ضده قائلا ان القضاء العراقي مسيس وكل التهم هي بدافع من دول خارجية ، بينما طالب السيد مسعود البرزاني بعقد مؤتمر وطني شامل لحل الإزمة ، وكذلك دعى السيد اسامة النجيفي رئيس البرلمان الى عقد ذلك المؤتمر ، كما اتهم صالح المطلك نوري المالكي بأنه ديكتاتور وأكثر سوء من صدام لأن الأخير كان على الأقل يبني ،ونوري المالكي دفع بالاف المتظاهرين الى شوارع بغداد للمطالبة بالقصاص من الهاشمي!!!.
نهاية القول اذا كان نائب رئيس الجمهورية يتم توجيه تهمة (ارهاب 4 ) اليه وبهذه الطريقة المخزية ، فأي بلد هذا وأي حكومة ؟؟ ولماذا جرى توقيت اعلان التهم بعد انسحاب الأميركان بساعات قليلة ،ومن هم حلفاء الحكومة العراقية الحقيقيين الأميركان أم الإيرانيين ، وهل ان وجود الأميركان كان لحماية الأقلية السنية وممثليها في بغداد ؟؟واذا كان الهاشمي ارهابيا ويعمل ويسكن في المنطقة الخضراء ، كيف لم تكتشفه المخابرات الأميركية ولديها الاف من العملاء ، هناك عشرات الأسئلة البريئة وغير البريئة،لكننا في انتظار النتائج التي نتمنى ان لاتكون دموية ، فهؤلاء الذئاب يتقاتلون باذرع ودماء غيرهم وليس بأنيابهم التي أكلت اليابس والأخضر .
العراق بستان أخضر لكن بلا فلاحين ..بل فقط حطابين وسراق!!.
You must be logged in to post a comment Login