أردوغان يتقدم باعتذارعن قتل كورد في ثلاثينيات القرن الماضي
أربيل قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعتذارا عن مقتل اكثر 13 الف
كوردي على يد الجيش التركي في الثلاثينات من القرن الماضي.
واصبح اردوغان اول زعيم تركي يتقدم باعتذار بهذا الصدد. وقد وقعت عمليات القتل عندما قام الجيش
التركي بقمع تمرد كوردي في منطقة ديرسم بقصف جوي واستخدم الغاز السام. ويأتي الاعتذار في وقت يتصاعد فيه التوتر بين تركيا والاقلية الكوردية
القاطنة فيها.
وتقدم أردوغان بإعتذاره
بشكل مفاجئ خلال اجتماع مع مسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة التركية
أنقرة.
وقال اردوغان: “إذا كان لابد من الاعتذار نيابة عن الدولة، واذا
كانت مثل هذه الممارسة مذكورة في الكتب، فأنني ساعتذر.. وانا اعتذر”
ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول جوناثان هيد ثمة عدد من الفصول السوداء
في تاريخ تركيا بقيت مغلقة امام مواطنيها، الا أن رئيس الوزراء قد فتح الان واحدا منها،
بتقديم اعتذار نيابة عن الدولة التركية.
“قضية حساسة”
ووقعت عمليات القتل في الفترة من 1936 الى 1939 وسط السكان من الكورد
العلويين في منطقة ديرسم جنوب شرق تركيا – تعرف الان باسم تونجلي- والذين قاوموا محاولة
الدولة التركية الجديدة حينذاك فرض سلطاتها في المنطقة.
ويقول مراسلنا إن تلك الحادثة تشكل بعض الجذور التي تغذي التمرد الكوردي
الحالي ضد الدولة التركية.
وتمثل هذه الحادثة قضية حساسة بالنسبة للقوميين الاتراك لأن مؤسس تركيا
الحديثة كمال أتاتورك كان رئيسا في تلك الفترة، كما ان ابنته بالتبني كانت أول امرأة
طيارة وساهمت في قصف هذه المنطقة. ويقول
مراسلنا إن اعتذار أردوغان ما زال ينظر اليه بشك من قبل بعض الكورد، الذين يرون فيه
خطوة انتهازية ضد حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري العلماني. وكان حزب الشعب في السلطة في وقت عملية ديرسم، وقد اثيرت ضجة كبيرة داخل
اوساط الحزب مؤخرا عندما طلب احد نوابه وهو من المنطقة ذاتها من الحزب الاعتراف بمسؤوليته
في عمليات القتل تلك.
وبدا اعتذار أردوغان جزءا من حرب مع زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال
كيليتشدار أوغلو الذي ترتبط عائلته بجذور قوية مع المنطقة ذاتها.وقال أردوغان إن “ديرسم واحدة من اكثر
الاحداث تراجيدية في تاريخنا الحديث. إنها كارثة التي يجب البحث فيها الان بشجاعة
. وان الحزب الذي يجب عليه مواجهة هذه الحادثة ليس حزب العدالة والتنمية الحاكم، انه
حزب الشعب الجمهوري الذي كان وراء هذه الكارثة الدموية والذي يجب عليه مواجهة هذه الحادثة”.
You must be logged in to post a comment Login