حكومة المالكي و الخجل الإنساني
حسيـن خوشناو
لايمكن لنا تحليل وفتح طلاسم سياسة الحكومة العراقية تجاه الأزمة السورية ، تجاه سوريا – النظام البعثي الديكتاتوري وسورية – الشعب المتكون من 25 مليون نسمه ، فسياسة الحكومة متناقضة مرتبكة تحمل عدة اوجه ويختلط فيه الجد بالهزل والحقيقة بالخيال والصدق بالزيف، لكن الواضح هو ان الموقف السياسي الطائفي هو الذي يغلب على الموقف الإنساني حيث لاخجل انساني يتحلى به اصحاب القرار من الذين يديرون ظهورهم لصراخ الأطفال والنساء والشيوخ ،وهكذا كان موقف حكومة السيد المالكي برفض استقبال اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم المعارك وقصف الطائرات وهدم البيوت على روؤسهم ، ثم وبعد ضغوط هائلة من قبل منظمات المجتمع المدني وبعض التيارات السياسية والشخصيات العامة ونشطاء الإنترنيت والعشائر العربية، وافقت الحكومة عبر الناطق باسمها السيد على الدباغ على فتح مخيمين للنازحين السوريين واحد في معبر ربيعة في محافظة نينوى والثاني في معبر الوليد في القائم في محافظة الأنبار ،وحتى كتابة هذه السطور فأن بضعة الاف من اللاجئين وصلو الى تلك المخيمات ، وكانت حجة الحكومة العراقية في عدم استقبال السوريين هي قلة الموارد المالية والتخوف الأمني ،وهما حجتان سخيفتان ، فالمسؤولون بامكانهم شفط مليارات الدولارات في رمشة عين ومن موازنة لعام واحد فقط فاي موادر مالية يتحدثون عنها ، أم الوضع الأمني ، فاللاجئين غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ من غير المسلحين ويتم وضعهم في مخيمات محمية ومحروسة ،وهذه ايضا حجة اكثر من تافهة ، هذه هو زيف الحكومة العراقية التي تضحك بها على شعب انتخبها، فالحقيقة هي موقف متردد بسب ارتباط المالكي بالموقف الأقليمي لأيران وسوريا وهو موقف طائفي – سياسي الكل يعرفه والدليل على ذلك ان حكومة اقليم كوردستان قد استقبلت اكثر من 9 الاف لاجىء سوري في اراضي الأقليم قبل موافقة حكومة السيد المالكي ،فحين تأتيك عوائل هاربة من البطش والموت لايمكن ان تغلق بابك امام وجوههم ، وإلا ما هي الإنسانية اذن ، الموقف الإنساني يغلب على اي موقف اخر ، خاصة فيما يتعلق بحياة البشر ومصير وجودهم .
وفي مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية في يوم 4 تموز الماضي اعلن السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي عن موقف العراق الحقيقي من النظام السوري قائلا في خطابه وبالنص" بعد مرور ما يقارب خمسة عشر شهرا من كفاح مستمر دون هوادة في التعبير عن آمال وطموحات الشعب السوري من أجل التخلص من نظام شمولي لم يتوان عن استخدام كل وسائل القمع من أجل مجابهة التظاهرات والاحتجاجات السلمية ولم يتورع عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.وأخيرا دكّ المدن بالأسلحة الثقيلة والطائرات من دون أي اكتراث لحياة السكان الأبرياء ولاسيما النساء والأطفال، وخاصة ما حصل في الحولة وغيرها".
مما احتار المحللين في الوصول الى موقف محدد من قبل الحكومة العراقية تجاه الأزمة السورية ، فوزير الخارجية يتشدد ضد حكم بشار الأسد والسيد المالكي ومستشاريه يتخبطون في قراراتهم التي لاتعرف المصداقية بحجة ان اليسد المالكي اعلن وبصراحة تاييده لبشار الأسد حين قال (سوف لن يسقط ولماذا يسقط)! ثم بعد ذلك يدفع بمسشتارين له كي يصرحوا ان العراق لايتدخل بالشأن السوري ويكتفي بلعب الوسيط ، بينما الحقيقة ان مليارات من الدورات ذهبت لدعم بشار ونظامه المتهاوي .
وعلى السيد المالكي ان يتذكر انه كان لاجئا في سوريا وان ملايين العراقيين قد فروا الى السعودية والكويت والأردن وتركيا وايران على مدى عقود الحكم الديكتاتوري ..هل هذا رئيس وزراء دولة لها وزن وثقل مثل العراق …!!
فهل المالكي يجد نفسه مرتبطاً بكرسي بشار الأسد ورضى اليسد على الخامنئي ؟؟؟
اترك التقييم للقراء الأعزاء .
You must be logged in to post a comment Login