العامري والمالكي : زواج كاثوليكي
حسين خوشناو
يؤكد العديد من المقربين لوزير النقل العراقي السيد هادي العامري وزعيم حركة او ميليشيا بدر ، أن الرجل صاحب نكته وخفيف الدم ويحب الفكاهة ، حتى أن المشكلة التي حدثت في مطار بيروت حينما زعل إبنه على شركة طيران الشرق الأوسط وأحدث أزمة بين لبنان والعراق بسبب منعه احدى الطائرات من مواصلة رحلتها لأنه تأخر عن موعد الإقلاع ، تلك المشكلة مرت بسلام ،بسبب سلاسة السيد العامري ومزاحه مع وسائل الإعلام ، ورغم أن ميليشيا بدر كانت جزءا لايتجزأ من المجلس الإسلامي الأعلى ومدعومة بشكل قوي جدا من الجمهورية الإسلامية في ايران وخاصة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي ، إلا أن زعامة السيد العامري جعلته ينشق نهائيا عن المجلس الأعلى ويصبح هو وحركته مكوناً هاما ورئيسيا في إئتلاف دولة القانون بزعامة السيد نوري المالكي منذ انتخابات عام 2010 ، وفي الإنتخابات الأخيرة حصدت حركة بدر وحدها 23 مقعدا برلمانيا من مجموع 93 مقعدا حصلت عليها كتلة دولة القانون ، وهذا يعني أن للحركة وزنا كبيرا داخل كتلة المالكي وفي البرلمان القادم والحكومة القادمة ، واستمرارا لفكاهة وظرافة السيد العامري ، فأنه وفي حديث تلفزيوني علني قال أمام الملأ أن علاقة حركة بدر والسيد المالكي هي علاقة ( زواج كاثوليكي ) ، اي لا إنفصال ولا طلاق حتى يقوم عزرائيل بأخذ الطرفين أو طرف واحد ، وكإسلامي سياسي ومجاهد سابق ، أثار استخدامه لهذا (المصطلح ) أستغراب العديد من المراقبين والإعلاميين ، فالسياسة هي فن الممكن أو فن إدارة المصالح وتبادل المنافع وخاصة في العملية السياسية التي بدأت بعد عام 2003 في العراق ،وإعتماد نظام المحاصصات والكوتا الأثنية والنسائية ، وإشتراك كل الكتل النيابية في التشكيلات الحكومية ، والحرص الوطني الحقيقي يتطلب الوفاء للناخب الذي أعطى صوته ، وعضو البرلمان حين يتم إنتخابه ، فان واجبه هو تمثيل المواطنين الذين انتخبوه وأعطوه ثقتهم ، وليس الركض واللهاث وراء من الأقوى ومن الذي يحكم ومن الذي يمنح المناصب ، وقد شاهدنا ولمسنا نحن عن كثب كيف جرى الصراع بين السيد كيفن راد رئيس الوزراء الأسترالي السابق ونائبته السابقة جوليا كيلرد والتي خلفته في رئاسة الوزراء ثم عاد رئيسا للوزراء مرة اخرى قبل هزيمة حزب العمال الأخيرة أمام رئيس الوزراء الحالي السيد توني ابووت ، انها السياسة التي تتغير فيها المصالح بين اقرب الرفاق ، هناك اختلافات حول البرامج والأولويات والمشاريع وطريقة الحكم ، الزواج الكاثوليكي لاينفع فيها ، فمثلا كان أولى بالسيد هادي العامري أن يطرح برنامجه السياسي والإقتصادي والإجتماعي والتعليمي والصحي والبيئي كرئيس حركة سياسية وميليشيا سابقة وما هي اوجه الإتفاق بينه وبين رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته ، وليس الإعلان عن زواجهما الأبدي .
بقي أن اشير الى واحدة من نكات السيد وزير النقل العراقي ، فقد نشر على موقع حركة بدر إستطلاع للرأي يقول فيه : من برأيك يصلح أن يكون رئيس الوزراء العراقي القادم ؟ هل هو :-
أولا- نوري المالكي
ثانيا- هادي العامري
ثالثا- حسين الشهرستاني
رابعا – ابو مريم الأنصاري
خامسا – ابو جاسم االعسكري
وقد عرف الجمهور الثلاثة الأوائل ، أما الرابع والخامس فلا احد يعرف من هما ؟ ألم نقول أنه خفيف دم وظل أيضا !!؟
You must be logged in to post a comment Login