تأديب الصحف العراقية المستقلة : العصا لمن عصى !!
حسين خوشناو
مع الإستقبال الحكومي الرائع للأخ المجاهد الصدامي الأصيل مشعان الجبوري في بغداد الذي لهف من عائشة القذافي إبنة المرحوم معمر القذافي 25 مليون دولار فقط ليبث بيانات العقيد في أخر ايام حكمه في فضائيته التي تبث من دمشق ،فأن (بزنيس) النذالة تراجع لكن هناك بزنيس آخر في العراق يليق به ، فتم اسقاط تهم الفساد والإرهاب والتحريض عنه وترشحه فورا الى انتخابات مجالس المحافظات في صفقة مشبوهة أبرمها النائب الصلف عزت الشابندر لصالح صاحبه المفدى نوري المالكي رئيس الوزراء العراق كي يشق الجبهة المناوئة له في المحافظات السنية بعد أن عاد السيد صالح المطلق وبعض الوزراء الى اجتماعات مجلس الوزراء في صفقات لاأحد يعرف عنها شيئا سوى مستشاري المالكي وبطانته وليس لها اي فائدة تنعكس على اوضاع العراق الامنية والخدمية والإقتصادية والسياسية ،فحين يتصالحون مع بعضهم يخترق الإرهاب الطوق الأمني ويفجر حسينيات وجوامع ويقتل ويجرح العشرات من العراقيين ،وكذلك حين يتزاعلون فيما بينهم يقوم الإرهاب بنفس الأعمال الأجرامية التي لاترحم رضيعا ولا طفلا ولا شابا ولا إمرأة ولا شيخا ولا مريضا ولا قدسية للنفس التي خلقها الله وجعلها خليفته بالأرض ، هكذا اصبح العراقيون ضحايا على مذبح السياسيين السفلة الذين يسرقون ويقتلون كلما تزاعلوا أو تغازلوا ، وكأنهم أكياس ملاكمة جاهزة دوما للضربات والرفسات ،وحين تنشغل الحكومة الرشيدة في اجواء الفرح مع عودة مشعان الجبوري فأن الحلقة الأضعف في المجتمع العراقي وهم الصحافيون المستقلون المعارضون للفساد الحكومي والإرهاب الديني وصحفهم المستقلة الفقيرة هم الجهة التي يجب تأديبهم وإعطاءهم درساً في عدم التعرض من بعيد أو قريب لما يجري من تدهور عام وشامل على كل الصعد وفي مختلف جوانب الحياة العراقية البائسة ، ولم يستيقظ صحافيو بغداد من كابوس يوم الأثنين الماضي، حين هاجمهم مسلحون مطلقين التهديدات و معتدين عليهم بالضرب ما ادى لنقل ستة منهم الى المستشفيات حرقت فيه اعداد من الصحف و خربت الممتلكات الخاصة للمباني فضلا عن حرق سيارة احد رؤوساء التحرير …و قد قامت مجاميع مسلحة تعد بنحو خمسة و ثلاثين الى خمسين شخصا باقتحام مباني أربع صحف في مناطق متقاربة في حي الكرادة وسط العاصمة بغداد و خلال زمن متقارب، و هي صحف المستقبل و الدستور و البرلمان العراقي و الناس وقد ترك خلالها الصحافيون دون تدخل امني حتى من أقرب القوات الامنية و التي تتمركز أمام صحيفتين و بالقرب من الأخريتين ما اضطر بعضهم الى الهرب عبر القفز على المباني المجاورة مؤكدين ان هؤلاء تابعين لأحد الشخصيات الدينية في مدينة كربلاء، وهو آية الله الصرخي الحسني ،الذي يختلف مع مرجعية السيد علي السيستاني ولا يعترف بها وهو مقرب الأن من السيد نوري المالكي لأن مرجعية النجف ترفض حكومة المالكي وفسادها والخراب الذي ألحقته بالعراق والعراقيين …!!
هذا هو عمل مستشارو رئيس وزراء العراق الذي يقبض على ميزانية مالية تقدر بحوالي 130 مليار دولار لعام 2013 بينما ميزانية دولة الإمارات العربية المتحدة هي 12 مليار فقط لنفس العام …!
You must be logged in to post a comment Login