تظاهرات الأنبار ومخاوف الحرب الطائفية !!
حسين خوشناو
أثبتت الإشاعات السياسية والإعلامية المغرضة من قبل ائتلاف دولة القانون والقنوات الفضائية والصحف التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي ضد السيد مسعود بارزاني واقليم كردستان بطلانها ، والإشاعات طبلت لأيام بأن رئيس اقليم كردستان وجه دعوة الى رجل الدين المصري المقيم في قطر الشيخ يوسف القرضاوي للحضور الى اربيل ثم نقله بطائرة خاصة الى اماكن تظاهرات ابناء محافظة الأنبار ، والشيخ القرضاوي معروف بطائفيته وعداوته للشيعة ، مما جعل الشارع العراقي في حيرة من أمره ، كيف يقوم السيد مسعود بهذا الفعل وهل من المعقول ان يتخذ قرارا غير منطقي ومثير للنعرات الطائفية في وقت الشحن المذهبي والطائفي ، العقلاء وحدهم قالوا لايمكن وقد صدقوا ، ومع ذلك مرت هذه الإشاعات مرورا الكرام على الجمهور العراقي دون أن يتسائل أحدا من هو مصدر هذه الإشاعات المغرضة التي تسيء الى العلاقات الكردية – الشيعية أولا ثم العلاقات الوطنية والقواسم المشتركة بين الأكراد والعرب العراقيين سنة وشيعة ،المهم ان من أطلق تلك الإشاعات معروفين لدينا نحن العاملين في الصحافة والإعلام ونعرف الأهداف وكذلك نعرف الدوافع ، فهناك نظرية في علم الإجرام تنص على ان من يريد معرفة المجرم البحث عن المستفيد من الجريمة ..!! والمستفيد من الإشاعة هي حبربشية نوري المالكي الذن يواجهون تظاهرات صاخبة في الأنبار والموصل وديالى منذ اسابيع ، ورغم رفع رواتب (الصحوات ) بحوالي 500 الف دينار ، وحساب رواتب الضباط الكبار للجيش العراقي السابق ، واطلاق سراح بعض السجناء والسجينات ، إلا أن المظاهرات أخذت نوعا من التحدي ، وقد نجح السيد المالكي باشاعة فكرة الطائفية والقاعدة والبعثيين من انهم وراء هذه المظاهرات الحاشدة ،يوم غد الجمعة هو موعد زحف المتظاهرين الى بغداد وخاصة الى الأعظمية والى مرقد ابي حنيفة النعمان من أجل الصلاة ، وكما هو معلوم فأن اختيار الأعظمية هدفا لوصول المتظاهرين الى بغداد ورائه غرضا ً واضحا مثل عين الشمس ، لقد نجح السيد المالكي ومستشاروه في جرجرة اهل الأنبار الى منطقة التوتر الطائفية التي يرغب بها ويشجع عليها باسم دولة القانون ، فقد ظهر في مدينة العمارة رجل مخبول اسمه واثق البطاط وقال انه شكل جيش باسم جيش المختار وقام بتوزيع استمارات انتماء على اساس طائفي ، وقال ان اكثر من مليون شيعي هم عداد هذا الجيش الذي سوف يقاتل اهل الأنبار في بغداد ، وبعد ايام وجه السيد المالكي اوامره بالقبض على هذا الدجال ، لكنه لم يتم القبض عليه ، وحتى لو تم القبض عليه فان ذلك سوف لن يغير من الأمر شيئا ، فالشعب كله مستعد للطائفية ومشحون بالمذهبية ويعيش في الماضي وخرابه ، لقد نجح الأكراد في منع الفتنة الدموية التي ارادها المالكي بينهم وبين الجيش العراقي ، لكن أهل الأنبار قد وقعوا في الفخ ، فمنذ البارحة وقد تم اصدار تعليمات بمنع التجول في بغداد ومحاصرة الأعظمية وغلق الشوارع وتعطيل الحياة في عاصمة الرشيد ..
وهكذا هو العراق والعراقيين لايعرفون الراحة ولا السلام ..
You must be logged in to post a comment Login