حكومة حيص بيص ..!!
حسين خوشناو
يبدو اننا ودعنا عام 2012 مع ملفات وازمات حكومة (ما ننطيها…. شلون ننطيها) لنبدء معكم أعزائنا القراء عام 2013 مع ازمة عنيفة تشلّ العراق كبلد وتجعله لقمة سائغة لدول الجوار واللصوص المحليين والفاسدين والمجرمين ،فالجراثيم تنمو في المستنقعات والبيئات الوسخة ،والنزاهة تعني النظافة والطهارة والعفة والكرامة الإنسانية التي يفتقدها المسؤولون العراقيون تقريبا في كل الوزارات والدوائر والمؤسسات والسفارات والقنصليات ، العراق جمل مصاب وكثرت السكاكين التي تطعنه في كل أوصاله وجسده الواهن الضعيف بسبب الحروب والحصار والمحن وخيانة حكامه له ولشعبه المتعب اليائس من الموصل حتى البصرة .
ومن الحق أن نقول ان الحكومة العراقية لا تتمثل فقط بالسيد نوري المالكي ومستشاريه الأشاوس ، فالحكومة فيها كل المكونات العراقية كما هو معروف ، إلا أن رئيس الحكومة ومن خلال صلاحيته الواسعة كقائد عام للقوات المسلحة ووزير الأمن الوطني بالوكالة والدفاع بالوكالة والداخلية بالوكالة ،استطاع ان يسيطر على مجلس القضاء الأعلى ، ومفوضية الإنتخابات ، ثم البنك المركزي العراقي ، كما استطاع وبنجاح ساحق طرد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ، ونجح ان يشق الصف الشيعي بتقريب عصائب اهل الحق المنافسة للتيار الصدري وضم فيلق بدر تحت إبطه وعزل الحكيم والسيد عادل عبد المهدي واضعاف دور مرجعية اية الله علي السيستاني ، ثم انتقل الى محاولة شق التحالف الكوردستاني من خلال التقرب للسيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية واعلان العداوة والبغضاء على رئيس اقليم كوردستان الرجل القوي مسعود بارزاني ، حتى انه شكّل قوات اسماها دجلة غرضها احتلال الإقليم الكوردي ، لكن حكمة بارزاني وتطلعه الحميد الى السلام والتنمية وحرصه على حقن دماء العراقيين جميعا أفشل مخططات رئيس الحكومة العراقية ومستشاريه الخبثاء الذين لايعرفون سوى تاجيج الصراعات والخلافات كطريقة للأستمرار بحكم العراقيين ونهب ثرواتهم والتشويش على مستقبلهم ومستقبل أجيالهم .
كل ذلك جرى في عام واحد ومضت الأزمات واحدة تلو الآخرى ، حتى نسي المواطن العراقي مشاكل الكهرباء والفقر والتعليم وسموم ( اللحم الهندي ) وسرطان ( دجاج الكفيل ) ، ثم فتح عينه على ملف وزير المالية رافع العيساوي الذي اتهمه المالكي بالإرهاب ليس شخصيا بل (حمايته ) فانفجرت الفقاعة الطائفية ، وانقسمت المدن الى سنية وأخرى شيعية مع مظاهرات تريد اطلاق سراح نساء معتقلات من مناطق الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى ، ومظاهرات تؤيد الحكومة وترفع شعار (المالكي هو الأمل ) ..!! وبين هذا الإحتقان الطائفي المريب تضيع حقوق الناس الأبرياء الذين لايريدون من الحكومة سوى توفير العيش الكريم في بلد يطفو على محيط من البترول ..وياسامعين الصوت ..صلوا على النبي (بلكن تفرج )..والى لقاء في الإسبوع القادم .
You must be logged in to post a comment Login