عنتريات مالكية لكن غير وطنية !!
حسين خوشناو
ربما الكثير منا يتذكرون النكات والطرائف التي اطلقها العراقيون ايام زمان على حكم الطاغية المقبور ونائبه عزت الدوري ،لكن تلك النكات لم تتناول يوما ما الحرمنة والسرقة من قبل الحكومة للشعب ، هذه الأيام تنتشر في العراق نكات وطرائف يضحك بها الناس لكن قلوبهم تعتصر ومن النكات تلك هذه واحدة (وزير عراقي يسأل وزير أمريكي: إنتو كيف تسرقوا من الشعب؟ الوزير الأمريكي: شايف المشروع الي قدامنا؟؟ الوزير العراقي: إي شايفه… ،الوزير الأمريكي: هذا تكلّفته مليار دولار…، ضبّطناه وقلنا إنّه تكلفته مليار ونصف مليون دولار. وإنتو كيف تسرقوا؟؟؟؟الوزيرالعراقي: شايف المشروع الي هناك؟؟ الوزير الأمريكي: لا ما شايف شي!!!!
الوزيرالعراقي: رحم الله والديك، هذا كلف 5 مليارات ونص …..!! )).
وعادة ما تعبر هذه الطرائف عن احتجاجات ضمنية لدى الشعب ،ولو انتبهنا الى شيء اخر لوجدنا احتجاجات اقوى ،ففي مواكب عاشوراء الحسينية كانت القصائد الحسينية تدين علناً ما يجري في العراق وبعض اتهم جميع السياسيين وعلى رأسهم السيد نوري المالكي بتسميم حياتهم وسرقة خيراتهم عينك عينك دون ادنى خجل او وجل او رمشة عين او وخزة ضمير ،ورفم كل ذلك فيبدو ان السيد المالكي ومستشاريه ماضون الى ابعد الحدود في فرض هيمنتهم على الدولة العراقية وطرد جميع شركائهم في العملية السياسية ، الشركاء الذين منحوهم السلطة الحالية و وتنازلوا عن رئاسة الوزراء ، وبعد كل الإحتقانات والأزمات المشتعلة منذ عام اي منذ خروج الأميركان ، فأن السيد المالكي واتباعه من الإعلاميين والبرلمانيين يقرعون طبول الحرب ضد اقليم كردستان العراق وضد السيد مسعود بارزاني شخصيا ، لأنه الوحيد الذي يقول لا بوجه المالكي وزبانتيه وحججهم حول ( المناطق المتنازع عليها) ، ولانعرف لماذا الأن تقرع طبول الحرب ، وهل ان خلافات داخلية بين الأقليم والمركز تدعو الى سفك الدماء ،وتفتيت الدولة العراقية وتمزيقها بل ان اي نزاع مسلح بين الطرفين يعد بمثابة رصاصة الرحمة في قلب العملية السياسية العراقية والدولة العراقية لصالح دول الجوار وخاصة سوريا وايران والسعودية ،فتركيا دولة لها مشاغل اقتصادية اكثر من الطائفية والكراهية الدينية .
ان سياسة السيد المالكي مكشوفة للجميع فقد صرح بما يلي ((لقد صوت الاخوة الكورد على الدستور الذي نظم العلاقة بين المركز والاقليم ولكن مسعود البارزاني يتعامل مع الحكومة المركزية وكأنه دولة مستقلة ويحاول السيطرة على بعض الاقضية والنواحي ليضمها الى اقليم كوردستان الذي هوجزء لايتجزأ من العراق بالاضافة الى تكوين جيش جعله يقف بوجه الجيش العراقي المسؤول عن الدفاع عن كافة مناطق العراق من شماله الى جنوبه…والعديد من المخالفات التي لاتنم عن رغبة الاستمرار بالانتماء للعراق الواحد الموحد )).
بينما أجابه السيد مسعود البارزاني بما يلي ((
لن أركع للمالكي ولن اركع لغير الله ولن أقبل بأقل من حل عمليات دجلة وتشكيل هذه العمليات مخالف للدستور العراقي وان انتهاج نوري المالكي لسياسة التهديد انما هو نهج دكتاتوري يرسمه له حفنة من المستشارين ليجبر اقليم كوردستان على الرضوخ ولكننا لن نرضخ !!))
وبعد صمت طويل ظهر السيد اياد علاوي ليقترح حل الرئاسات الثلاث وحل البرلمان وكتابة دستور جديد وانتخابات جديدة ، ولعل هذا الحل هو الأنسب كي يتخلص العراقيون من بلاوي المالكي وجماعته خاصة وان السيدان الشيعيان عادل عبد المهدي وباقر صولاغ هما الأن في جانب السيد مسعود البارزاني .
هل نفعت عنتريات صدّام ايام زمان عراقي واحد طبعا ولا واحد ، اذن لماذا يكرر نوري المالكي عنتريات أكل الدهر عليها وشرب ..؟؟
هل هو الغباء السياسي أم نقص في الخبرة والتجربة أم تنفيذ توصيات الجيران ؟؟؟
You must be logged in to post a comment Login