كلّنا هادي وكلّنا الساعدي
ظهر الخميس الماضي دخل القتلة الى منزل الإعلامي والفنان المسرحي المعروف هادي المهدي ،وأفرغوا في رأسه ومن الخلف ومن مسافة صفر اي على الرأس مباشرة رصاصتين غادرتين في مطبخ المنزل ،وكما اظهر التقرير فأنه المغدور تم اغتياله بطريقة الإعدام مستخدمين مسدسا كاتما للصوت ، اي أجلسوه على ركبتيه وسرقوا منه حياته والذي حرم الله والشرائع مصادرتها ، والمهدي هو احد قادة المظاهرات الإحتجاجية ضد الفساد والخراب العراقي ،كان يعد لمظاهرة يوم الجمعة التالي التي اسماها هو شخصيا –جمعة البقاء – وحين سألوه لماذا جمعة البقاء قال ، لأنني ما زلت حيا ، فطالما توقع ان تقوم عصابات نوري المالكي ومخابراته الصدامية التي احتمى الأخير بها مؤخرا،من القيام بمصادرة حياته بسبب مواقفه الوطنية الصارخة والتي كان يعبر عنها صراحة وبأعلى صوت في برنامجه الشهير ( يا سامعين الصوت) الذي تبثه حيا اذاعة ديموزي العراقية،والذي استقطب جمهورا عراقيا واسعا لأنه يكشف عن عمليات الفساد ويفضح المسؤولين ، لقد اشارت كل الدلائل الى أن مقتل هادي المهدي لايخرج من دائرة الحكومة فقد كتبت اكبر الصحف العراقية ، ان القتلة المجرمين نفذوا اوامرا صادرة من اعلى الهرم الحكومي ، وان عملية الأغتيال الجبانة هي درس غليظ للمعارضين من الصحفيين والكتاب والمثقفين العراقيين ،وان من يتسيد حكومة العراق لا يهاب اي صوت يعلو مهما كان وزنه ، فالضباع البشرية متوفرة في عراق اليوم مثل كان بالأمس الصدامي بل اشد شراسة واكثر قهرا مع صمت مطبق من قبل الشعب الذي تم تغييبه في الطائفية والجهل والعواطف والعزلة والركض حول الخدمات الاساسية.
لقد قتلوا هادي الذي كان علمانيا ليبراليا مستقلا ً،ومازال دمه لم يجف ، حتى ظهر الشيخ صباح الساعدي وهو نائب برلماني مستقل ويعمل في مجال محاربة الفساد ، وهو يعرف اروقة السلطة والحكومة والبرلمان جيدا ، ليعلن صراحة وبكل شجاعة وأمام الفضائيات والعالم أجمع ، أن من قتل هادي المهدي سوف يقوم بقتله هو الأخر ، وان المسؤول عن ذلك هو نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي وبطانته من الفاسدين ،وان المالكي قام بالضغط على القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة كي يستقيل ،بغية عدم كشف المتورطين بعمليات الفساد العراقية الهائلة ،كان الشيخ يتحدث بانفعال شديد ولكن بموضوعية ودقة وتوعد بانه سوف يكشف عن وثيقة تدين المالكي وزمرته .
ويبدو ان نوري المالكي قد أنسته حلاوة السلطة التاريخ القريب لسلفه المشنوق بذلّه ، وربما قد نسى تاريخ العراق الحديث ، فها هو قد شرع بتأسيس ديكتاتورية فاشية جديدة أو ( ديكتومقراطية )هذهالمرة تعتمد على خطاب ديني مشوه فاسد، لكن ورغم اختلافنا مع حزب الدعوة الذي يترأسه ، فاننا لايمكن لنا أن نعد ذلك الحزب بكل كيانه انه يتبع الطاغية الجديد ،ولعل هناك من اعضاء الحزب المذكور من يرفع صوته على الرغم من توفر كواتم الصوت في كل زواية نتنة من زوايا حكومة المالكي وبكافة اطرافها.
أخيرا..ومن استراليا ..ومن صحيفتكم الفرات الفعالة والحيوية النابضة بالحق المبين وليس بالعهر الصحافي الخانع والمتألقة بالدفاع عن الإنسانية المعذبة في العراق …نقول كلنا هادي وكلنا الشيخ الشجاع صباح الساعدي . …
You must be logged in to post a comment Login