حسين خوشناو
لانريد أن نحسد إقليم كوردستان العراق على الأمن والرخاء والإستقرار والعيش المناسب وتعويض المتضررين وبناء المساكن واستقطاب المستثمرين ، لكن الكورد في العراق قدموا مثلاً عظيماً لمعنى الإستقرار والعيش بآمان بل وحفظ الأمن ، وهذا لايعني ان كوردستان هي جمهورية افلاطون أو المدينة الفاضلة فالشوائب والأخطاء ترافق البناء والتعمير ، ان كل من زار المدن الكوردية يخرج بانطباع مريح عن حياة الناس وبساطتهم وانشغالهم بالبناء والمشاريع الأقتصادية والتنموية والثقافية ، وأهم شيء الأمنية ، تقول امرأة كوردية تعيش في السويد انها حين زارت كوردستان وكانت متوجهة من دهوك الى اربيل ، خضعت لتفتيش دقيق في قسم خاص للنساء وفي المرة الثانية قالت المفتشة انه تم تفتيشك مرة سابقة سوف لن افتشك هذه المرة ، لكني أصريت عليها ان تقوم بواجبها حتى لو تم تفتيشي ألف مرة – انتهى حديث المرأة ، لماذا هذا التفتيش الدقيق ؟؟ لأن نتائج التفتيش هي واضحة على الأرض وفي وجوه الناس المبتسمين الذين يستيقظون كل صباح بلا تفجيرات ولا حرائق ولا فضائح مدوية ولا مشاحنات طائفية ،فهذه نراها في باقي أجزاء العراق الجريح ، الذي اصبحت كل ايام اسبوعه دموية وسوداء ، ففي انفجارات يوم الأثنين الماضي التي شملت تقريبا كل جنوب وغرب وشمال بغداد اضافة الى مدينة البصرة ، عبر الاف العراقيين عن فقدانهم الأمل تماما وكتب أحد الصحفيين يقول "
تريد مني أن لا ألوم الحكومة ولا أهجوها على الفشل الأمني، وأوجه السهام، بدلاً من ذلك، الى الارهابيين السفلة، ولكن هؤلاء مجرمون لا ينفع العتب معهم، هؤلاء مثل كلاب سائبة لا تفهم الكلام ولا النصح ولا الرجاء ولا الدعاء ولا أي شيء، ولا تنتظر آراءنا على اعمالها.
إذا لمت الحكومة وانتقدتها واعتبرتها فاشلة حتى العظم تعتبرني أبرئ ساحة الارهابيين، تعتبرني لا أشير بيدي الى المجرم الحقيقي.. ما هذا المنطق؟
اذا تمت سرقة محل تجاري تحت الحراسة المشددة فنحن في العادة نلوم الحارس، فما بالك بسرقة بلد بأكمله؟
البلد محشو حتى أذنيه بالمجرمين والقتلة، والحكومة فشلت في التصدي لهم كما لم تفشل أي حكومة أخرى بالعالم. وعلى المالكي بدل أن يقدم كشفاً باسماء خصومه المتورطين بالتفجيرات، كما يدّعي، أن يقدم استقالته غداً، وأن يحل البرلمان نفسه ويدعو لانتخابات مبكرة خلال 60 يوماً."
إن من يحلف اليمين ويقسم ليصبح مسؤولا عن شعب وحكومة عليه أن يتحمل مسؤولية كل قطرة تراق وكل فلس يهدر ،لا أن يقوم بتبرير الفشل لكي يبقى مستفيدا هو وأعوانه في مناصبهم وسطوتهم وامتيازاتهم ، فلا يمكن لبلد ميزانيته 118 مليار دولار يكون رهينة بأيدي ناس فقدوا آخر قطرة من حياء الضمير ..وليرحم الله شهداء العراق من الفقراء والمساكين أمس واليوم وغدا وبعد غد ..!!