إنتخابات أستراليا تمت بخير ..!

 

حسين خوشناو

كان من الشيء المفرح أن نرى أفواجاً من العراقيين  المقيمين في سيدني وملبورن وبرزبين وأديلايد وبيرث وهي عواصم الولايات الأسترالية  ، يقبلون على مراكز الإنتخاب الطوعي العراقي ، وكان التنظيم جيدا جدا ، والأهم هو نجاح الإنتخابات في الخارج كي يعرف أهلنا في الداخل ماذا نريد وماذا نطمح لهم ونحن نعيش حياة الرفاهية الأسترالية ، حيث الصحة المجانية والتعليم والعناية الكاملة ورواتب الرعاية الإجتماعية واحترام الطفولة والأمومة وحلول أخرى مثل رعاية السكن وتصليح الأسنان …الى غيرها من المميزات ، نحن نطمح في  صحيفتكم الفرات أن تكون هذه الإنتخابات الوطنية خطوة مدنية على طريق حياة الشعب العراقي المحطم بكل مكوناته واثنياته ، أن يكون وطن الجميع ، وليس وطن القومية الواحدة والدين الواحد والطائفة الواحدة والحزب الواحد، فالله كما نعرف لكل فرد والوطن للجميع .

مع ذلك لا بد لنا في الفرات كصحيفة غير منافقة وغير تجارية تعمل حسب أهواء من يدفع لها ، أن نشير إلى بعض السلبيات التي سجلناها كصحيفة تراقب وتتفحص وتساهم من أجل التغيير والحياة الحرة الكريمة لكل مواطن عراقي :

أولا : تم إستبعاد أشخاص من تعيينهم كموظفين مؤقتين في استراليا ونيوزيلند حسب رسائلهم التي وصلت للفرات كشكاوى يتظلمون بها من التمييز .

ثانيا : إشتكى العديد من المسيحيين والأكراد العراقيين من عدم قبولهم في التوظيف لسبب ديني وعرقي ، حسب رسائلهم التي وصلتنا .

ثالثا: هناك بند في إستمارة التقديم على الوظيفة المؤقتة في المفوضية المستقلة للإنتخابات ، وهو نوع الديانة والقومية ..!! وهذا يذكرنا بقضايا عنصرية لنظام البعث السابق .

رابعا :وصلتنا شكاوى من العراقيين في ملبورن فالمكان الذي فيه المركز بعيد جدا عنهم بحيث لم يستطيعوا الإنتخاب .

خامسا:الإنتخاب عرس جميل جدا للديمقراطية وليس إلتقاط الصور بغرض الإبتزاز السياسي ، لأن فلان جاء فلتان وصورني مع فلان  ، العراقيون في هذا العرس يجب أن يكونوا أندادا متنافسين وليسوا أعداء ُيسقطون بعضهم البعض .

وفي النهاية أتمنى أن نحظى بدولة مدنية تحترم الدين والمجتمع ولا تسمح لمن تمرّن على صنع الطغاة والخدمة في بيوتهم والتنازل عن  الكرامة من أجل اللقمة المسمومة الملطخة بدم العراقيين ونفطهم الأسود الخام . ..

 

 

إنتخابات العراق والمصير القادم

12-300x193 إنتخابات العراق والمصير القادم

حسين خوشناو

لم يشهد بلدا في العالم توجها ً كبيرا على الترشيح من أجل الفوز بمقعد برلماني كما يشهده العراق  بسبب الإمتيازات الهائلة والوجاهة العظيمة الذي يمنحها ذلك المنصب ، و قال السيد كاظم الزوبعي  عضو مجلس المفوضين في  الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ان عدد المرشحين المتنافسين من الرجال بلغ  6425  مرشحآ فيما بلغ عدد النساء المرشحات  2607  امرأة مرشحة يتنافسون على (328) مقعدآ لمجلس النواب العراقي المقبل حيث تبلغ المقاعد العامة لمجلس النواب (320) مقعدآ فيما تبلغ المقاعد للمكونات (8)مقاعد (5) منها للمكون المسيحي وثلاثة مقاعد توزع على الشبك والايزيدين والصابئة لافتآ الى ان عدد المرشحين في عموم العراق بلغ (9032)..!

تسعة ألاف مرشح ومرشحة لمقاعد عددها 328 مقعدا ، بينما هنا في استراليا نجد 320 مرشحا ً لمقاعد عددها 150 فقط ؟ هذه هي الديمقراطية ، وربما استراليا بلد قديم فيه تمت الديمقراطية حسب اصولها  وممارستها لكن العراق له من التجربة عشرة اعوام  في العصر الحديث وليس على الحكومة والشعب أن ينتظروا عشرات السنين من أجل الوصول لذلك .

فمن الأخبار الحزينة عن الإنتخابات أن طفلا في العاشرة من العمر قام بتمزيق صورة لأحد المرشحين الإنتخابيين ثم هرب فأخذ اربعة أشخاص مسلحين  بملاحقته ، وحين إحتمى لدى لاعب كرة قدم رياضي معروف في حي الشعب في بغداد ، قام أحد المطاردين بإطلاق الرصاص عليه وأرداه قتيلا ..!! فيما الطفل يصرخ لماذا ..أنا السبب ..أنا السبب ..!!

ثم أعلن بعد ذلك  عضو مجلس المفوضين والناطق الرسمي باسم المفوضية السيد صفاء الموسوي عن تغريم مجلس المفوضين لـ سبعين كيانا ساسيا ً مشاركا في انتخابات 2014 ،وقال السيد الموسوي “ان مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات قرر تغريم سبعين كيانا سياسيا ومرشحي انتخاب مجلس النواب العراقي 2014 بغرامات مالية مختلفة بسبب مخالفتهم لضوابط الحملات الانتخابية المنصوص عليها في نظام الحملات الانتخابية رقم (7) لسنة 2013” وانتهى الأمر وقيد ضد مجهول ..!!؟

تعداد الشعب العراقي هو حوالي 35 مليون  وفيه سبعين كيانا سياسيا يخرق تعاليم الإنتخابات ؟؟،حين ينعدم التعليم والصحة والوظائف والرفاهية ماذا يتبقى  للمواطن العراقي  الضائع والمسكين سوى إنتخاب اللصوص والحرامية بأسم الدين …فالدنيا قاسية جدا …فلماذا الآخرة هي قاسية  جدا أيضا !!

ومن الله المغفرة