حسين خوشناو
واخيرا طارت ايضا الحصة التموينية التي يعتمد عليها المواطنون العراقيون من الفقراء والأيتام والأرامل والعجائز والمعاقين من الذين لاعون لهم و لاسند فقد صدر قرار مجلس الوزراء العراقي يوم الثلاثاء الموافق 6/11/2012 بإلغاء البطاقة التموينية إعتبارا من شهر آذار 2013 والإستعاضة عنها بمبلغ 15000 خمسة عشر ألف دينار شهريا أي 180000 مائة وثمانين ألف دينار سنويا ويعادل هذا المبلغ بأسعار اليوم 150 مائة وخمسون دولارا أمريكيا سنويا للعراقي الواحد.
150 دولار سنويا للفرد العراقي ،يعني حوالي اربعة ونصف مليار دولار سنويا من الميزانية العراقية التي تجاوزت الـ 100 مليار دولار سنويا ، والتي في الحقيقة لا المواطنين العراقيين ولا المختصين الإقتصاديين الوطنيين والدوليين يعرفون كي تصرف وكيف يتم انفاقها ؟، فقط سمعنا ان محافظ البنك المركزي العراقي تم اصدار مذكرة توقيف بحقه ، لأنه ببساطة نزيه ومستقل ولايقبل الرشوة والظلم ، فقد طلبوا منه ان يمول خطة البنى التحتية التي قدمها السيد نوري المالكي ولم يوافق عليها ، فرتبوا له (دالغة )من دوالغ دولة القانون التي تبيع الأخضر واليابس من أجل البقاء في السلطة ليس لخدمة العراقيين وبناء الدولة الحديثة بل الحصول على اكبر كمية ممكنة من لحم الفريسة ،بعد أن اصبح العراق وشعبه وخيراته كلها فريسة بيد حفنة من المجرمين والخونة والإنتهازيين والمتاجرين بالدين والمذهب .
واذا عدنا الى شهر أيلول الماضي سوف نجد ان وزير التجارة العراقي نفسه السيد خير الله حسن بابكر قد أكد بصراحة القول مايلي " ان الغاء الحصة التموينية سيكون كارثيا لان محافظات الجنوب باكملها تعتمد عليها واذا لم يجهز الناس بالسكر والرز والطحين في هذه المحافظات شهريا سوف يكونون في حالة سيئة جدا نظرا لضعف وضعهم الاقتصادي" واضاف السيد الوزير على موقع الوزارة علناً " ان عددا كبيرا من سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر ففي الجنوب والوسط وبعض مناطق الشمال لم تعرف التنمية الاقتصادية وهذا ادى الى انتشار الفقر في هذه المناطق و يحتاج الى اعادة بناء، ولحين اقامة بنية تحتية وعلى الحكومة توفير الدعم للناس بحياتهم اليومية ".
وبهذا القدر نكتفي بأقوال ذلك الوزير ، فما الذي طرأ الأن على السياسة المالية العراقية التي تشهد فوضى لامثيل لها ،فقبل ثلاثة ايام اكدت الوكالات العالمية ان حوالي 800 مليون دولار من العملة الصعبة يتم تهريبها من العراق الى الدول المجاورة دون رقيب ولا متابعة ، وكيف تتم عمليات التهريب تلك ؟؟،بما معناه ان كل شيء مرتب ومضبوط مثل ساعة (بك بن ) ،وكل ذلك لم يكفيهم لحقوا (المكَرود) العراقي على الرز والطحين والزيت …!! وليس لي سوى ان اتذكر الشاعر ملا عبود الكرخي وهو يقول (هم هاي دنيه وتنكَضي وحسابك وتاليها) ..!!