حسين خوشناو
قبل يومين شبّ حريق في احدى البنايات السكنية في واحدة من المدن البنغلاديشية راح ضحيته عدد من الاشخاص ، وبعد ذلك بساعات اندلعت مظاهرات شعبية من مئات الألوف في مختلف بنغلاديش وهي تريد محاسبة المقصرين في الحكومة بسبب تأخر اجهزتها في مكافحة الحريق وانقاذ الضحايا ،وهذا الخبر دفعني الى تذكر وتعداد مصائب الشعب العراقي ليس في الماضي البعيد او القريب بل مصائبه في الزمن الحاضر ، مصائبه اليومية في كل مدنه من الموصل حتى البصرة ،فمن غياب الخدمات الأساسية وجفاف الأنهار واستيراد البضائع الفاسدة واخرها (فضيحة اللحم الهندي الذي يسبب امراض السرطان باعتراف وزارة الصحة العراقية نفسها ) الى الفساد الأداري الشامل الى جرائم القتل والرشاوي وغياب القوانين والثراء الفاحش على حساب الفقر الشديد الى انهيار التعليم والإقتصاد وسرقة ونهب النفط …الخ ،
وكل ذلك ولم نسمع اي احتجاجات جماهيرية ،فقط اصوات لبعض الكتاب والصحفيين الشرفاء الذي يجازفون بحياتهم ورزقهم وهو يعلون اصواتهم ضد رعونة وفشل حكومة (دولة القانون ) وشركائها ، وهنا اقصد جميع الكتل ولا استثني واحدة خوفا من اتهامي بالتعصب لمكون عراقي ما ، الجميع مشاركون في هذا الفشل الحكومي وبودي القول حتى الشعب العراقي نفسه مساهم بذلك بسبب صمته وعدم اهتمامه ، فحكومة السيد نوري المالكي التي جاءت اثر اتفاقية ( اربيل ) سيئة الصيت التي بموجبها باع اياد علاوي حق من انتخبوه وتنازل لنوري المالكي وحزبه الطائفي باعتباره يمثل الأغلبية ، والديمقراطية هي في حقيقتها اغلبية الأصوات لااغلبية الطائفة او نوع محدد من السكان ، لذلك فاالفشل بات مقترنا بحكومة السيد المالكي ،وكلنا يعلم كيف يفتعل من هم في اعلى الوزارة العراقية الأزمات اثر كل فضيحة عامة ، فبعد الكشف عن صفقة السلاح الروسي وفساد اعوان المالكي فيها ،سارعت دولة القانون الى تشكيل (قوات دجلة ) لمحاربة اقليم كوردستان ، وكأن من يحكم في كوردستان ليس شريكا في حكومة المحاصصة التي فرضها المالكي ، وهذا المر يثير استغراب كل المراقبين الدوليين ، فرئيس العراق هو كوردي فاذا ما اشتعلت الحرب بين (المركز – بغداد) و(الأقليم – اربيل ) ماذا يكون موقف الرئيس جلال طالباني ،هل يحارب حكومته وبلده الذي يترأسه كونه رئيسا للجمهورية أم يحارب مع الأقليم لأنه كوردي ويلوذ عن قوميته وابناء عرقه ، ثم الأكثر طرافة موقف وزير الخارجية العراقي السيد هوشسار زيباري ، ماذا يقول للعالم كونه ممثل الدبلوماسية العراقية ، ان السيد المالكي نفسه لايعرف ماذا يفعل خاصة وان فضائح (جماعته ) لاتمنحه التقاط انفاسه ، فبالأمس فقط هبت فضيحة جديدة لمستشاره ابو مجاهد (كاطع نجيمان الركابي ) حيث كشفت اللجنة التحقيقية المكلفة في التحقيق عمليات فساد مالية في البنك المركزي العراقي من ان " اللجنة التحقيقة الخاصة بالبنك وضعت يدها على تحويل قيمته مئة مليون دولار كان البنك المركزي قد حولها إلى كاطع الركابي الملقب بـ(أبو مجاهد) لاستيراد علكة (أبو السهم) من دبي".وهنا بالطبع سوف ينكر المتهمون هذه التهم حتى تغييب القضية ونبدأ بسماع فضيحة جديدة مع (أزمات ) جديدة …
وهذا هو انجاز دولة القانون والذي يعترض فليكتب لنا ما هي الإنجازات لأننا لانقرأ الأخبار ..
وشر البلية ما يضحك .